كلمة منفعة 2
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كلمة منفعة 2
كلمة منفعة 0016
الشفاعة (بين المسيح والقديسين)
لنيافة الأنبا موسى أسقف الشباب
بعض الناس يخشون على السيد المسيح من القديسين، والبعض الآخر يخشون على القديسين من السيد المسيح!!
بمعنى أن البعض يتطرف يميناً فلا يتحدث إلا عن السيد المسيح له المجد، ويعتبر الحديث عن القديسين إنتقاصاً من مجد وكرامة السيد المسيح. والبعض الآخر يتطرف فى الاتجاه الآخر فلا يتحدث إلا عن القديسين، ويعتبر الحديث عن الرب يسوع حديثاً غير أرثوذكسى.
والحقيقة أن كلمة "أرثوذكسى" لا تعنى فقط استقامة الرأى والفكر والعقيدة، بل تعنى استقامة التمجيد. بمعنى أنها الأسلوب المستقيم فى تمجيد الله (أرثو = مستقيم - ذوكسا = مجد). أى أن الأرثوذكسية ليست موضوع جدل عقلى وفكرى محض، مع أنها بالقطع يحوى الرأى السديد والعقيدة المستقيمة، ولكنها فى الأساس تربط بين هذا الفكر وبين الحياة، وتحول العقيدة إلى سلوك يومى، ووجدان معاش.
وفى موضوع السيد المسيح والقديسين مثلاً، يرى الفكر الأرثوذكسى استحالة التناقض بين الاثنين، فنحن لا نتصور السيد المسيح الآن بدون القديسين (أهل بيت الله، وأعضاء الجسد المقدس أى الكنيسة)، وكذلك لا نتصور القديسين بدون المسيح، فهو بالنسبة إليهم الرأس والعريس والفادى والخالق!!
لذلك فالخطأ الكبير يحدث حينما نفصل الرب عن أولاده، أو حينما نفصل أولاده عنه. وتصوروا معى حينما نحاول أن نفصل الأولاد عن أبيهم، أو الأب عن أولاده، ماذا يحدث لكل منهما؟ حتى فى مملكة الحيوان!! إن الإرتباط صميمى فى الأبوة، فكم بالحرى بين الرب خالقنا وفادينا، وبين القديسين الذين أصبحوا وسائل ايضاح، وأيقونات مقدسة، فيها يظهر عمل المسيح وفعل النعمة.
إذن فلا يجوز أن نتنازل عن أن يكون لرب المجد يسوع موقعه الجوهرى والبارز، فى كرازتنا وعظتنا وتعاليمنا. بل أن كل عظة أو درس يخلو من الإرتباط، هو درس عديم الجدوى، مهما كان مفيداً على المستوى الذهنى.
ويمكنا أن نتحدث مثلاً فى العقائد الكنسية دون أن يختفى الرب. أليس هو جوهر المعمودية، إذا نموت ونقوم معه؟ وجوهر الميرون إذ يمسحنا بروحه ويثبتنا فيه؟ وجوهر التناول إذ نتحد بجسده ودمه الأقدسين؟ وجوهر التوبة إذ ننال الغفران بدمه؟ وجوهر مسحة المرضى.. إذ نجد فيه طبيب النفس والجسد والروح؟ وجوهر الزواج إذ يوحد العروسين فى شخصه، ويخلق منهما كنيسة صغيرة؟ وجوهر الكهنوت لأنه معطى النعم وموضوع الخدمة؟ هذه مجرد أمثلة... ويمكنا أن نتحدث عن الطقوس، فنجده فى القداس الإلهى محوراً من بداية القداس إلى نهايته. وفى البصخة نسجد أمام صليبه المحى. وفى كيهك نذكر تجسده العظيم الذى فدانا وأدخلنا إلى شركة الطبيعة الإلهية. وفى الأجبية حيث نتحد فى كل ساعة بحدث من أحداث حياته المجيدة، فنقضى اليوم كله معه!!
وكذلك يمكنا أن نتحدث عن القديسين، لندرك عمل الله فى حياتهم، والتنوع الرائع فى المواهب التى أعطاها لهم، فهذا أثناسيوس المعلم العظيم، وذاك انطونيوس كوكب الرهبنة فى العالم، والثالث بيشوى رجل الصلاة، والرابع موسى الأسود أنموذج التوبة... وهكذا.
ليت الرب يعطينا النظرة المتكاملة للأمور، فنرى الإتحاد الكيانى الكامل بين الرب وقديسيه!!
الشفاعة (بين المسيح والقديسين)
لنيافة الأنبا موسى أسقف الشباب
بعض الناس يخشون على السيد المسيح من القديسين، والبعض الآخر يخشون على القديسين من السيد المسيح!!
بمعنى أن البعض يتطرف يميناً فلا يتحدث إلا عن السيد المسيح له المجد، ويعتبر الحديث عن القديسين إنتقاصاً من مجد وكرامة السيد المسيح. والبعض الآخر يتطرف فى الاتجاه الآخر فلا يتحدث إلا عن القديسين، ويعتبر الحديث عن الرب يسوع حديثاً غير أرثوذكسى.
والحقيقة أن كلمة "أرثوذكسى" لا تعنى فقط استقامة الرأى والفكر والعقيدة، بل تعنى استقامة التمجيد. بمعنى أنها الأسلوب المستقيم فى تمجيد الله (أرثو = مستقيم - ذوكسا = مجد). أى أن الأرثوذكسية ليست موضوع جدل عقلى وفكرى محض، مع أنها بالقطع يحوى الرأى السديد والعقيدة المستقيمة، ولكنها فى الأساس تربط بين هذا الفكر وبين الحياة، وتحول العقيدة إلى سلوك يومى، ووجدان معاش.
وفى موضوع السيد المسيح والقديسين مثلاً، يرى الفكر الأرثوذكسى استحالة التناقض بين الاثنين، فنحن لا نتصور السيد المسيح الآن بدون القديسين (أهل بيت الله، وأعضاء الجسد المقدس أى الكنيسة)، وكذلك لا نتصور القديسين بدون المسيح، فهو بالنسبة إليهم الرأس والعريس والفادى والخالق!!
لذلك فالخطأ الكبير يحدث حينما نفصل الرب عن أولاده، أو حينما نفصل أولاده عنه. وتصوروا معى حينما نحاول أن نفصل الأولاد عن أبيهم، أو الأب عن أولاده، ماذا يحدث لكل منهما؟ حتى فى مملكة الحيوان!! إن الإرتباط صميمى فى الأبوة، فكم بالحرى بين الرب خالقنا وفادينا، وبين القديسين الذين أصبحوا وسائل ايضاح، وأيقونات مقدسة، فيها يظهر عمل المسيح وفعل النعمة.
إذن فلا يجوز أن نتنازل عن أن يكون لرب المجد يسوع موقعه الجوهرى والبارز، فى كرازتنا وعظتنا وتعاليمنا. بل أن كل عظة أو درس يخلو من الإرتباط، هو درس عديم الجدوى، مهما كان مفيداً على المستوى الذهنى.
ويمكنا أن نتحدث مثلاً فى العقائد الكنسية دون أن يختفى الرب. أليس هو جوهر المعمودية، إذا نموت ونقوم معه؟ وجوهر الميرون إذ يمسحنا بروحه ويثبتنا فيه؟ وجوهر التناول إذ نتحد بجسده ودمه الأقدسين؟ وجوهر التوبة إذ ننال الغفران بدمه؟ وجوهر مسحة المرضى.. إذ نجد فيه طبيب النفس والجسد والروح؟ وجوهر الزواج إذ يوحد العروسين فى شخصه، ويخلق منهما كنيسة صغيرة؟ وجوهر الكهنوت لأنه معطى النعم وموضوع الخدمة؟ هذه مجرد أمثلة... ويمكنا أن نتحدث عن الطقوس، فنجده فى القداس الإلهى محوراً من بداية القداس إلى نهايته. وفى البصخة نسجد أمام صليبه المحى. وفى كيهك نذكر تجسده العظيم الذى فدانا وأدخلنا إلى شركة الطبيعة الإلهية. وفى الأجبية حيث نتحد فى كل ساعة بحدث من أحداث حياته المجيدة، فنقضى اليوم كله معه!!
وكذلك يمكنا أن نتحدث عن القديسين، لندرك عمل الله فى حياتهم، والتنوع الرائع فى المواهب التى أعطاها لهم، فهذا أثناسيوس المعلم العظيم، وذاك انطونيوس كوكب الرهبنة فى العالم، والثالث بيشوى رجل الصلاة، والرابع موسى الأسود أنموذج التوبة... وهكذا.
ليت الرب يعطينا النظرة المتكاملة للأمور، فنرى الإتحاد الكيانى الكامل بين الرب وقديسيه!!
bop_3006- عضــو مميــز
- المساهمات : 68
تاريخ التسجيل : 05/10/2007
العمر : 40
رد: كلمة منفعة 2
ميرسي علي مجهودك و موضوعاتك الجامدة يا باسم
mary- عضــو مميــز
- المساهمات : 26
تاريخ التسجيل : 04/10/2007
العمر : 40
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى